كاميرا الهواتف المحمولة

 

تعود كاميرا الهواتف المحمولة بالأثر الأكبر على العمل في مجال كسب التأييد ضمن نطاق عمل منظمات المجتمع المدني سواء كانت جزء من برنامج وسائل الإعلام الشعبية أو كوسيلة لالتقاط وتوثيق العمل اليومي لهذه المنظمات. هذا دليل سريع يساعد على تحقيق الاستفادة القصوى من كاميرا الهاتف المحمول الخاص بك.

اختيار كاميرا الهاتف:

عند لتفكير بشراء هاتف نقال مع كاميرا لمشروع كسب التأييد عن طريق الهواتف المحمولة نواجه العقبة الأكبر والمتمثلة بالميزانية العالية، فقبل أن تشتري هذا الهاتف هناك العديد من الأسئلة التي يجب الإجابة عليها لاختيار الهاتف المناسب والذي تتوفر فيه جميع الميزات المطلوبة.
هناك العديد من قواعد البيانات ومحركات البحث على الانترنت والتي تسمح لك بالبحث عن خصائص الهواتف المحمولة للتسهيل من عملية اختيار الهاتف المناسب وذلك عن طريق مقارنة ميزاتها المختلفة.

• عدد البكسل (Pixel): وتعرف موسوعة ويكيدبيا البكسل أو العُنْصُورَة على أنه أصغر عناصر الصورة وهو على شكل نقطة أو مستطيل صغير. ومجموعة العناصير تشكل الصورة. وعادة ما تكون العنصورات صغيرة وبكثافة كبيرة حتى تُكون صورة أفضل، ويحدد الحاسوب شدة إضاءة كل عنصورة ولونها لتكوين الصورة الكلية. تتيح لك كاميرا (2) ميغا بيكسل التقاط صورة ذات نوعية جيدة (150 بكسل لكل بوصة)، وذلك للطباعة على حجم 8×10 إنش، ولكن استخدام كاميرا 3 أو 4 ميجا على هاتفك ستزيد بشكل كبير من جودة الصورة، مما يسمح لك لطباعة صورة ذات جودة أعلى من الكاميرات العادية. أغلب الكاميرات على الهواتف المحمولة تسمح لك بالتقاط صور ذات نوعية جيدة بما فيه الكفاية لاستخدامها في العروض التقديمية أو على صفحات الانترنت أو المدونات.
• زمن الاستجابة (Response Time): إذا كنت ستستخدم الهاتف في الحالات التي تتطلب استجابة سريعة فيجب التحقق من أن الهاتف يحتوي على كاميرا يمكن أن تلتقط الصور على الفور وأنها تحتوي على غالق (Shutter) يستجيب بسرعة عالية عند الضغط على زر الكاميرا. جميع هذا يحدد من قبل “سرعة الغالق” المعرّفة بأنها الوقت التي يأخذه غالق الكاميرا لتعريض حساس الكاميرا للضوء حتى تظهر الصورة فيما بعد.
• نوع التكبير (Zoom): التكبير الرقمي (Digital Zoom) ليس مفيد نظراً لإمكانية تقليل نوعية الصورة لأنها تعتمد على طريقة تكبير الصور من خلال تصغير الحيز المرئي من الصورة، حيث تقص المنطقة الداخلية من الصورة بنفس نسب الصورة الأصلية ثم يعاد تكبير تلك المنطقة لتصبح بحجم الصورة الأصلية بعد معالجتها رقمياً لتحسينها. لا تصل جودة التكبير الرقمي عادةً إلى جودة التكبير البصري (Optical Zoom) الذي لا يؤثر على نوعية الصور كونها تعتمد على العدسات المتحركة.
• التواصل والنشر: هناك عدة طرق لإرسال الصور إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بك، عن طريق الوصلات أو البلوتوث أو الأشعة تحت الحمراء. فتحقق أي من أن هذه الهواتف تتمتع بهكذا خصائص وعما إذا كان متوافق مع جهاز الكمبيوتر الخاص بك.
• الذاكرة: تحقق من حجم الذاكرة الداخلية للهاتف وعما إذا كان بالإمكان أن يتم استخدام بطاقة ذاكرة منفصلة، وذلك لأن كاميرا الهاتف ذات (3،2) ميجا بكسل ستحتاج إلى (1) ميغا بايت من  الحجم تقريباً لكل صورة.

كيف يمكن الحصول على أفضل أداء من كاميرا الهاتف المحمول الخاص بك:

• التقط الصورة بسرعة: حركة الغالق في الهواتف النقالة يمكن أن تستغرق وقتاً لذلك اضغط على زر الكاميرا بسرعة وفي وقت مبكر بدلاً من أن تفقد الصورة بسبب انتظار اللحظة المناسبة.
• حافظ على نظافة العدسة.
• لا تقم بالتصوير في ظروف الإضاءة الساطعة فمعظم هواتف الكاميرا لا تعمل بشكل جيد في هذا النوع من الضوء، ولكن حاول التصوير في الظروف الجوية الغائمة جزئيا أو في الظلال إذا كان التصوير في خارج.
• لا تستخدم الفلاش إلا عند الضرورة أو إذا كانت الصورة من مسافة قريبة جداً.

تتيح التكنولوجيا الحديثة لمنظمات المجتمع المدني والشباب الناشطين فرصة لا تقدر بثمن لتوثيق الأحداث والبرامج والأنشطة التي ينفذونها والتي تجري بعيداً عن كاميرات المراسلين والصحفيين، حتى أصبحت المقاطع غير الاحترافية مادة إعلامية مقبولة على نطاق واسع، وربما أكثر صدقاً وتأثيراً مما تلتقطه كاميرات المراسلين المحترفين. لكن الكثير من هذه المقاطع يعاني من مشكلات تقنية قد تجعلها غير قابلة للعرض، مع أن الأمر لن يتطلب أكثر من التعرف على بعض المبادئ الأساسية والتي بدورها ستسهل عملية التصوير وتعطي لمقاطع الفيديو الخاصة بك طابع احترافي:

1. حاول التصوير بأفضل كاميرا متوفرة لديك فبعض كاميرات الهاتف النقال وكاميرات الفيديو المحمولة (هاندي كام) أصبحت قابلة لالتقاط الأفلام بدقة عالية، كما تتكون بعض عدساتها من ثلاث طبقات (3 CCD)، وهي قريبة جداً من الكاميرات التي تستخدم للتصوير التلفزيوني، لذا يمكنك بهذه الكاميرات الصغيرة والرخيصة توثيق الأحداث بدقة عالية قد تصلح للاستخدام في أفلام وثائقية احترافية تبقى للأبد.
2. أكثر الأخطاء شيوعاً هو الاهتزاز، حاول قدر المستطاع تثبيت يدك التي تحمل الكاميرا باليد الأخرى، وإذا لم تكن مضطرا للتحرك من مكانك فأسند يدك إلى شيء ثابت كالجدار، أو استخدم الحامل ثلاثي الأرجل (Tripod) ما أمكن، أما إذا كنت تلتقط صوراً فوتوغرافية ثابتة بكاميرا رقمية (مثل الهاتف المحمول) فتذكر أن سرعة الغالق (Shutter Speed) بطيئة نسبياً، وعليك تثبيت يدك لأكثر من ثانية بعد التقاط الصورة دون أي اهتزاز (يرجى مراجعة مقالة “كاميرا الهاتف النقال: نصائح الاقتناء والاستفادة القصوى” لمزيد من المعلومات).
3. تجنب الحركة السريعة قدر المستطاع، فالبعض يحرك يده بالكاميرا جيئةً وذهاباً لتصوير أكبر مساحة ممكنة من الحدث. الحركة السريعة مقبولة فقط عندما تضطر للحاق بحدث سريع ومفاجئ، اسعى لجعل حركة الكاميرا بطيئة عندما تريد إعطاء المشاهد فكرة عامة عن المكان.
4. حاول أن تتخذ وضعية تكون فيها الشمس خلف ظهرك عندما تصور، بحيث تسقط الإضاءة على ما تصوره وليس على الكاميرا.
5. حاول عدم توجيه الكاميرا من مكان يحظى بإضاءة عالية إلى مكان معتم (أو العكس) وبسرعة كبيرة. اجعل الحركة سلسة ما أمكن كي تتمكن العدسة من تعديل قياس فتحتها تلقائياً دون أن يفوتها تصوير أي شيء.
6. عندما تستخدم كاميرا رقمية (بما فيها كاميرات المحمول) فلا تستخدم التقريب (زوم) إطلاقا لأنه سيستهلك دقة الصورة كثيراً.
7. احذر من احتكاك أو اصطدام أي شيء بالكاميرا أثناء التصوير حتى لو كانت أصابعك، فهي تصدر صوتاً يلتقطه الميكروفون بحساسية عالية.
8. إذا أردت تسجيل مقابلة مع شخص ما فانتبه للضجيج العام من حولك كي لا يكون طاغياً على صوته.
9. أبرز هوية المكان بالتقاط لقطة عامة للشارع الذي تتواجد فيه، فهذا يزيد من مصداقية عملك ويدفع عنك اتهامات الفبركة والتزوير.
10. إذا كان من المهم توثيق مكان وزمان الحدث؛ قم بتوجيه الكاميرا إلى الصفحة الأولى من جريدة اليوم مع التركيز على التاريخ، كما يمكنك تصوير لافتة تدل على اسم الحي أو الشارع، ولكن يجب أن تكون هذه اللقطات متصلة مع الفيلم نفسه في لقطة واحدة ومستمرة كي تكتسب مصداقيتها.
11. احذف الصور والأفلام القديمة من الكاميرا بعد تحميلها على جهاز الكمبيوتر كي تترك مساحة أكبر في ذاكرة الكاميرا، واحتفظ في جيبك ببطارية وبطاقة ذاكرة (Memory Card) إضافيتين للحالات الطارئة.
12. احتفظ بنسخ احتياطية لما تلتقطه عدستك، وإذا تمكنت من التقاط صور أو فيديو بكاميرا هاتفك المحمول، فقم على الفور مثلاً بإرسال الملفات عبر البلوتوث إلى أجهزة أصدقائك المرافقين لك، فربما تتم مصادرة هاتفك قبل أن تعود إلى منزلك.

** منقول بتصرف عن موقع الاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية – الكاتب أحمد دعدوش